مئات الآلاف من رؤوس الماشية بتطاوين مههدة بالعطش

مئات الآلاف من رؤوس الماشية بتطاوين مههدة بالعطش
 أفاد رئيس الاتحاد الجهوي للفلاحة بتطاوين، عمر الزردابي، اليوم الإثنين 15 جويلية 2019، بأنّ قطعان  الماشية المنتشرة على حوالي 1.5 مليون هكتار من مراعي الظاهر والوعرة جنوب وشرقي ولاية تطاوين، تجاوزت موجات الحر الشديد التي شهدتها المنطقة مؤخرا دون تسجيل خسائر بفضل جهود المربين طيلة هذه الفترة و الذين هبوا لتزويد قطعانهم بالمياه اللازمة وتوفير الظل لها.


وقال عمر الزردابي، في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء، إن العطش خيم على مراعي "الظاهر" و"الوعرة" حيث تم تجهيز الآبار هناك بالطاقة الشمسية التي لم تكن فعالة عندما تشتد فيها الحرارة فيتعطل ضخ المياه وهو ما زاد في معاناة المربين الذين اضطروا الى نقل المياه عبر الجرارات وشراء الاوعية اللازمة لسقي مئات الالاف من رؤوس الماشية من المجترات الصغرى والإبل.

وافاد بان مصالح وزارة الفلاحة قامت من جهتها بملء الفساقي وطالب بالاسراع في وضع مولدات كهربائية لاستعمالها عند الحاجة على كل بئر عمومية، لافتا إلى ان المندوبية الجهوية للفلاحة وضعت مبدئيا ثلاثة مولدات فقط على الآبار التي تشرب منها اكثر الاغنام في منطقة "الوعرة" في انتظار اقتناء المزيد حسب قوله.


وحث رئيس الاتحاد الجهوي المربين على الاستفادة مما تقدمه الدولة من منح ودعم لاقتناء صهاريج المياه وتجهيز الابار وبناء الفساقي في المراعي لضمان توفير المياه اللازمة لاغنامهم كي لا يتفاجؤوا مستقبلا بمثل هذه الفترة الصعبة التي كلفتهم الكثير على حد رايه. 
وبالتوازي مع أزمة العطش، تتفاقم في الجهة أزمة الشعير العلفي ولم تتحرك السلط المعنية بالقدر الكافي للحد من هذه الوضعية الصعبة التي يكابدها المربون في هذا الظرف الحساس من حيث قساوة الطبيعة وفترة ترويج العلوش وقد بلغ الوضع الى حد استنجاد اصحاب نيابات ديوان الحبوب بالامن لتوزيع اي شاحنة تحل بالجهة فضلا عما تمثله عملية البيع في حد ذاتها من اشكالات واجراءات بطيئة ومطولة حسب ما اكده المربون واصحاب نيابات الديوان.

 وشهد مقر الاتحاد الجهوي للفلاحة ومقر الدائرة الجهوية لديوان الحبوب وفي النيابات ذاتها حالة احتقان حيث تساءل المربون عن مآل هذا الوضع الذي يهدد ماشيتهم ويطالبون بتوفير الكميات التي يخصصها الديوان للجهة وهي في حدود 50 الف قنطار وتجاوز كل الاشكاليات من نقل وغيرها لا سيما وأن روزنامة التوزيع التي اعدتها اللجنة الجهوية غير محترمة وتشوبها عديد الاخلالات حسب ما أكده صاحب نيابة فضلا عن مادة السدرة التي غيبت هي الاخرى عن مخازن بيع الاعلاف منذ فترة.


وأشار أحد المربين إلى أن الأزمة تتجلى في غلق كل نيابات الديوان التي من المفترض ان تكون مفتوحة على ذمة المربين فيها كميات من الشعير فضلا عن امتناع عدد من اصحاب النيابات قبول شاحنات الشعير خوفا من الفوضى والمشاكل التي يتحمل تبعاتها على حد قول أحدهـم فيما ينتظر أصحاب أربع أو خمس طلبات لفتح نيابات جديدة موافقة اللجنة الجهوية لتوزيع الاعلاف التي لم تبت فيها إلى حد الآن.